السبت، 9 أبريل 2011

مسرح شبيبة دمشق إبداع يتألق بدورته الرابعة والعشرين


مسرح شبيبة دمشق إبداع يتألق بدورته الرابعة والعشرين شآم متعب أنا من السفر ... ومن اعتلاء خشبات المسارح .... واليوم قطعت شوارعك ... أبحث عن مكان كي أستريح ...عند مئذنة الأموي سمعت الآذان يصلي مع صوت أجراس الكنائس ... مررت بقلعة صلاح الدين شامخة ... وقرعت أبوابك السبعة ... أبحث عن مكان كي أستريح ... شآم احضني تعبي واستقبليني كي أستريح ... بهذه الكلمات المفعمة بالحس الصادق بالانتماء لهذا البلد التاريخ الأقدم في البحث عن هوية ترفرف في فضاء الحرية محبة وتآخي مع طيف الشمس تضيء بقمرها حدائق الراية الإنسان الوطن...تم افتتاح مهرجان شبيبة فرع دمشق بدورته الرابعة والعشرون..على إيقاع النشيد الوطني يشد همة الإبداع ليجسد الشموخ عنفوان صورة بصرية يمتزج موضوعها بأبي الفنون المسرح ... فكرة وحركة وحوار وتصفيق حناجر تنادي بالمزيد من التعاون لبناء الوطن...وجاءت الفقرة التالية رقصة تعبيرية جسدت فكرة ورؤية الشباب للمسرح فعلا جمعيّ..قدمتها فرقة شبيبة برزة للفنون الشعبية...تلاها عرض فيلم بانورامي بعنوان "ثلاثة وعشرون عاما من عمر مهرجاننا المسرحي"، تحدث هذا الفيلم عن تاريخ المهرجان من خلال لقطات لبعض الفرق المسرحية التي شاركت بالمهرجان منذ انطلاقته وحتى مهرجان هذا اليوم وكذلك صور للشخصيات المسرحية التي شاركت بهذه المهرجانات مهتمة وناقدة ومخرجة ولجان مشاهدة وتحكيم...وبعد استراحة قصيرة عاد الجمهور ليتابع عرض الافتتاح الذي جاء خارج إطار المسابقة بعنوان "زاوية..."، سينوغرافيا..تأليف وإخراج الفنان الشاب "سعيد الحناوي"..تمثيل "سعيد الحناوي، و سمير الشماط"، تنفيذ الموسيقى "وسام عثمان"، تنفيذ الإضاءة "بسام حميدي"، كلمة المخرج: الحياة ... حلوة... وبعد العرض المسرحي التقينا أحد أسرة المهرجان الأستاذ "أحمد الشوا" رئيس مكتب الأنشطة الفنية، الذي حدثنا عن المهرجان قائلا: «المهرجان قائم على الفرق المسرحية التي تم تشكيلها على مستوى الروابط الشبيبية وتم تكليف مخرج مسرحي للإشراف على كل فرقة واخضاعها لدورة إعداد مسرحي، ثم تم اختيار نص مسرحي إما عالمي أو عربي أومحلي وأحياينا يكون النص من تأليف المخرج ذاته، وأغلب هذه النصوص تلامس أفكار الشباب ورؤيتهم الخاصة للحياة والواقع المعاش وآلية التفكير في الانتقاد والتغيير نحو الأفضل..بعد التدريب تخضع هذه العروض للجنة المشاهدة الأولية حيث تقدم الملاحظات الفنية والفكرية على النص بقصد العمل على تجاوزها بعدها تكون المشاهدة الثانية وهنا يكون القرار إما بالمشاركة أو الرفض.ولجنة المشاهدة ولجنة التحكيم تتألف من فنانين وأساتذة لهم دورهم الهام في الحراك المسرحي السوري». وعن عروض المهرجان المشاركة بالمسابقة قال: «هناك ثمانية عروض للفئة الأولى، وثلاثة عروض للفئة الثانية، بحيث يكون المجموع (11) عرض مسرحي يضم الفئتين الإعدادية والثانوية وهذه العروض تناقشها وتختارها لجنة التحكيم وفق معايير فنية وفكرية...وفي الختام نتمنى من خلال هذا المهرجان أن نستطع أن نقدم لهؤلاء الشباب ما يساهم ويساعد في تحقيق أحلامهم بمستقبل أفضل». كما التقينا الأستاذ "فراس عيطة"، أمين سر مكتب الفنون الذي قدم رؤيته عن المهرجان قائلا: «بالبداية سأتوجه بالشكر لكل الجهود التي ساهمت في انجاز المهرجان وبشكل خاص لهؤلاء الذين ساهموا في حفل الافتتاح، لهم منا كل المحبة والتقدير..وكما لاحظ الجمهور قُدم في حفل الافتتاح رقصات شبابية تحمل أفكار الشباب ورؤيتهم عبر حركة الجسد والإيقاع الموسيقي للواقع الذي يعيشون ويحلمون بنقله نحو الأفضل بدلالات رمزية تقدم صورة تحمل مضمون وجوهر هذه الأفكار وهذه محاولات شبابية مبتدئة نتمنى لها التوفيق والنجاح..ثم كان العرض المسرحي "زاوية"، للفنان الشاب "سعيد الحناوي"، وهو عرض خارج المسابقة يشاركه في التمثيل الفنان الشاب "سمير الشماط"، وهذه المشاركة عرفان من المنظمة للجهد الذي قدمه الفنان الشاب "سعيد الحناوي"، المتعدد المواهب في التأليف والتمثيل والإخراج..للحركة المسرحية الشبابية». وعن المعايير في اختيار العروض ودور الشباب في هذه المرحلة من حياة البلد ودور المسرحيين الشباب قال: «المعايير التي من خلالها يتم انتقاء العروض تقوم على احترام أفكار الشباب وتطلعاتهم، لذا ركزت على تحفيزهم وتشجيعهم لتقديم الأفضل بكل جرأة وحرية بقصد التحسين والارتقاء بالفن المسرحي، والملاحظات تقدم عبر هذه المعايير التي تهدف بالنهاية لتقديم عروض مسرحية جادة تليق بالمهرجان وترفع من سويته..ولا شك أن هؤلاء الشباب بما يحملون من أفكار وهموم ذاتية وجمعية يحبون بلدهم سورية العربية وقيادتها الشابة، ويسعون لتقديم رؤيتهم عبر الفن المسرحي بوصفهم شباب الوطن». ثم توجهنا لمؤلف ومخرج المسرحية الفنان "سعيد الحناوي"، طالبين منه إعطائنا لمحة عن العمل ورؤية الشباب للواقع والحياة فأجاب قائلا: «أحببت أن أقول للشباب من خلال العرض المسرحي أن الحياة حلوة..رغم أنها لا تخلو من الصعوبات والأخطاء ومن الضغوطات التي تمثل - المطرقة فوق المسمار- ولكن في النهاية الأمل موجود ونحن الشباب نقدر أن نعمل الشيء الكثير..وحاولت من خلال العرض "زاوية"، أن أنطلق صارخا بالشباب الحاضرين أن العقل يجب أن يسيطر على القلب بمعنى – أن نفكر بعقلانية وحكمة – لأننا نحن من نصنع ذواتنا ولا يجوز أن ندمر هذه الذات الجمعية لأننا بذلك لا نكون قد أنجزنا سوى الدمار..وأعود لأقول مؤكدا أن الأمل موجود في حياتنا وأن الحياة حلوة». وعن الدلالات الرمزية التي مثلتها الساعة المتمركزة في الأعلى من عمق المسرح هل هي تمثل الزمن المنفلت أم الزمن المنضبط والضاغط...أجاب قائلا: «أشكرك على هذه الملاحظة..لقد قصدت الاثنان معا لأن الحياة قائمة على الصراع ما بين الخير والشر..وبالتالي نحن من يقرر بلغة العقل في أي العنصرين نكون..وقد أشرت من خلال العرض لقضية هامة جدا أن الذات الإلهية موجودة والله هو الوحيد القادر على فعل شيء بالحياة – بمعنى ما كتبه الله سيحصل – ومن الضروري أن نكون كبشر على الفطرة الأخلاقية التي نعيش عليها نحن بني البشر وأختصرها بكلمة – إنسان – وهذا الإنسان يجب أن يكون ذو عقل وذو حكمة لأن الله فضله على كل شيء». سمعنا مونولوجات داخلية حملت الكثير من البوح عبر الشخصيتان اللتان تمثل في النهاية شخصية واحدة تبدلت ما بين الأنوثة والذكورة.. ماذا يرد مؤلف ومخرج العمل أن يقول للحضور الشباب..أجاب قائلا: «أحببت بصراحة أن أعمل شيء للشباب وقريب منهم وهو العلاقات العاطفية التي نراها من خلال الحب بين الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنيت وسواها..وقد انطلقت من الحب إلى الجزئيات بحياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلاقة مع الأهل والحبيبة والصديقة والجار...وبالتالي أقول أن العرض وبكل بساطة يطالب بالعودة للحب الذي هو الحل الوحيد». تجسدت العلاقة بين الأب والابن في مشهد هل أردت من خلاله تصوير الواقع أم هناك رمز ودلالة أوسع وأشمل...أجاب بالقول: «بصراحة الدلالة الرمزية بالعرض موجودة..هناك من يسيطر، وهذه السيطرة مدمرة، لذا لا بد من الحوار والتواصل ولا بديل عن النقاش، غير ذلك مرفوض تماما من قبل جيل الشباب ..وهذا ما طرحناه من خلال هذا المشهد..ومن خلال الحوار نستطيع أن نقف بوجه التدخل الخارجي الهادف إلى التدمير..لذا لا بديل عن الحوار لتحقيق الأفضل ودحر العدو». اشتغلت على النص التجريبي، ما هي علاقته بالسينوغرافيا وتقطيع الحوار وتبادل الأدوار ما بين الشخصيتين..أجاب قائلا: «في مثل هذه النصوص التجريبية التي أشتغل عليها أحببت أن أخرج عن سلطة الحوار وسلطة النص وسلطة المسرح الكلاسيكي الذي تعلمناه ..وأنا دائما أحب الدخول في سلطة الصورة البصرية والتشويق والإثارة بالعرض المسرحي..ومع الصديق "سمير الشماط"، الذي كان ندا ليّ وشقيق اتفقنا أن العرض لنا نحن الشباب وخارج ما تعلمناه من التعليمات في المسرح أن نقول ما نريد أنا أقول ما عندي وأنت تقول ماعندك ..وقد تدربنا كثيرا على هذه الحالة لذا أتوجه بكل آيات الشكر والتقدير للأخ "سمير الشماط"..وأود أن أختم بالقول أن هذا العرض المسرحي هدية للمهرجان وبطاقة شكر وعرفان لإدارة المهرجان والقيادة التي أصرت على مشاركتنا في هذا المهرجان». الفنان "سمير الشماط" حدثنا عن دوره بهذا العرض المسرحي قائلا: «أستطيع القول أنني جزء من هذا الشخص الذي رأيناه على الخشبة، كي يبوح بقضيته وهمومه وبوحه القائم على شيء مشترك بيننا جميعا وهو الحب..والحب كما هو معروف أساس لكل شيء بالحياة..كيف نتعلم الحب بين الأهل، والزوجة، والأخوات، والأصدقاء..وهذا العمل جسد مشاهد مختلفة من هذا الحب وكما شاهدنا أن أحدهم أحب فتاة بكل الصدق لكن هي أحبته لأنه شبيه حبيبها الأول..وحب الغنية التي اهتمت بالملذات والمتع..والحب بين العبثية والفقير وعن الحب وآلية التعبير الصادق والكاذب وعلاقته باغتيال المشاعر والأحاسيس بالمعنى العام كان العمل يعالج قضية اجتماعية تحدث في المجتمع وجسدناها على المسرح لنقول أن الحب حالة نعيشها بعيدا عن اليأس والإحباط ونعتمد على أنفسنا فالحياة حلوة في سياق الأمل ...». وعن شغله على الشخصية واستخدامه لتكنيك الممثل الواعي عند الانتقال من شخصية لأخرى... حدثنا قائلا: «هذا التكنيك الذي اشتغلت عليه كان صعب جدا..وسبق أن اشتغلت جزء منه سابقا..لكن بشكل ضئيل ..في هذا العرض تنقلت ما بين خمس شخصيات على الأقل وتحقق هذا الانتقال وردات الفعل المرافقة لكل شخصية مجسدة وبهذه السرعة يعود الفضل لتكثيف البروفات أنا والصديق "سعيد الحناوي"، وقد تحاورنا في آلية هذه التنقلات من قمة المبتسم إلى قمة الحزن..والعبث وأعتقد استطعنا لفت انتباه الجمهور لذلك». الرمز والدلالة أكثر ما تجلى في موضوعة الزمن معبرا عنه في الساعة المتعطلة ..لكن أحسسنا أن الزمن يمشي كيف ترى ذلك..أجاب قائلا: «فعلا كنا نلعب على استمرار الزمن على أمل أن تدق الساعة مرة ثانية..وننتهي من اللعبة ونعود للحياة العادية الروتينية... لكن الشخص الآخر كان يؤكد على تعطل الساعة وأنها لن تدق مرة ثانية ومن الضروري أن نبحث عن طريقة أخرى خارج إطار العادات والتقاليد وأن هذا اليوم هو يوم آخر جديد لا يسمح للساعة أن تدق مرة أخرى..لأن الفرح قد جاء عبر التكبيرات ليوم العيد التي تجسد العلاقة مع الذات ومع الآخر من أهل وأصدقاء وأحباب..عبر طقس موروث من عادات تقاليد تجسد الأمل والفرح». والجدير بالذكر أن المهرجان سيستمر لغاية 21 /4 / 2011 في نفس المكان يوميا الساعة السادسة مساء.. أسرة العمل تضم: رئيس مكتب الأنشطة والفنون السيد أحمد الشوا رئيس هيئة المسرح السيد رائد مشرف أمين سر مكتب الفنون السيد فراس عيطة لجنة التحكيم: الدكتور جمال قبش الفنان هشام كفارنة الفنانة جيانا عيد الفنان زياد سعد الناقد علي سفر الناقد موسى أسود الفنان يوسف المقبل وختام يمكننا القول أن العمل المسرحي "زاوية" جدير بالمشاهدة لأنه يستدعيك لطرح الكثير من الأسئلة تتعلق بالمصطلحات المستخدمة ومدى انسجامها مع نسق آلية العرض المسرحي.. ونوع الانتماء للمسرح التجريبي... ودور الفرد أمام القدر المكتوب هل يستدعي الاستسلام والارتكان للآتي ..ثم ما هو جديد الفنان "سعيد الحناوي" على صعيد التأليف بالعموم، والتمثيل بشكل خاص... هل هناك تكرار يوقعه بالنمطية ...لذا شكرا لهذا العرض الذي استطاع تفجير الكثير من الأسئلة سلبا كان أم إيجاب... كل عام والمسرح الشبيبي بألف خير .. نتمنى زيادة الاهتمام من الجهات المعنية ماديا ومعنويا وحضورا وذلك أضعف الإيمان.. كنعان البني – دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق